تُعد الأناكوندا واحدة من أضخم وأشد الثعابين خطورة في العالم، وتخفي جسدها أسراراً عجيبة، فهي تعتبر أضخم الثعابين من حيث الثقل والطول وقدرة الانقضاض، إذ يُمكن أن يبلغ طولها ما يقارب تسعة أمتار، ووزنها يُمكن أن يصل إلى مائتين وخمسين كيلوغرامًا وتتمتع الأناكوندا بقدرة فائقة على خنق ضحيتها بصورة لا تُصدق، حيث تلتف حولها بكتلتها العملاقة وتطبق عليها بقوة جبارة، هذه القوة الهائلة تُؤدي إلى انقطاع النفس وارتفاع ضغط الدم، مما يُفضي إلى موت الفريسة تدريجيًّا.
تتمتع أفعى الأناكوندا بخصائص فريدة تفصلها عن باقي الثعابين.
تتمتع الأناكوندا بإمكانيات هائلة تمكنها من ابتلاع طرائدها بشكل كامل، إذ تتسع أفواهها لأقصى الحدود لتتمكن من ابتلاع الفريسة كاملةً، بما في ذلك الغزلان ولها قدرة عجيبة على تمديد جسمها وتمتعها بعظام مرنة تساعدها على إتمام هذا الإنجاز. تعد الأناكوندا واحدة من الثعابين طويلة الأجل، حيث يمكنها البقاء على قيد الحياة لأكثر من ثلاثين عامًا، ما يجعلها من بين الكائنات الأكثر مرونة وتحملاً في مملكة الحيوان وهي تنتمي لفئة الزواحف الولودة، إذ تضع من 20 إلى 40 صغيرًا في كل مرة، وتظل الصغار تحت رعاية الأم لمدة تصل إلى عامين لتتعلم أساليب الصيد والنجاة في الغابات وبالتالي، فإن الأناكوندا ليست مجرد ثعبان ضخم، بل هي كائن فريد يحوي في تكوينه أسرار عميقة لا تزال تُستكشف.
مغامرة بطعم الموت
تروي الحكاية أنه عندما علم شخص يُدعى ريتشارد بإعلان يُقدم جائزة نقدية قدرها خمسون ألف دولار لمن ينجح في اصطياد أفعى الأناكوندا، أقدم ريتشارد بسرعة على التوجه نحو أمريكا الجنوبية وفي أثناء رحلته عبر نهر الأمازون، أصيبت يده بجرح تسرب منه الدم، وعندما وضع يده المجروحة في المياه، انقضت عليه أفعى الأناكوندا بشكل مفاجئ وابتلعته.