شهر المحرم من الأشهر الحرم التي عظمها رب العالمين، قال الله في كتابه العزيز: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم}، وقد شرفه رب العالمين بإطلاق اسم المحرم عليه، والأعمال الصالحة في شهر المحرم مستحبة وخاصة الصيام، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل»، فيجب على الجميع استغلال الأوقات المباركة من المتبقي من أيام الأشهر الحرم، حيث مر علينا رجب وذو القعدة، ويتبقى لنا اسبوع تقريبًا في شهر ذي الحجة، وشهر محرم كاملًا، فما هي إلا أيام قليلة ونحتفل جميعًا ببداية السنة الهجرية الجديدة، فعلى الرغم من أن أغلب دول العالم الإسلامية تتبع التقويم الميلادي في معاملاتها الاجتماعية والاقتصادية، إلا أن استطلاع أهلة الأشهر الحرم، ما زال مهمًا للغاية، خاصة وأن جميع الأعياد والمناسبات الإسلامية مرتبطة باستطلاع هلال الشهر الهجري، ونوضح في السطور التالية موعد غرة شهر المحرم 1445هـ، بالحسابات الفلكية، وموضوعات أخرى ذات صلة.
موعد غرة شهر المحرم 1445هـ
قال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، رئيس الرابطة العربية للفلك وعلوم الفضاء، أنه وفق الحسابات الفلكية، فإن هلال شهر محرم يظهر مباشرة بعد حدوث الاقتران، في تمام الساعة 8:33 مساء بتوقيت القاهرة المحلي، يوم الاثنين 29 من شهر ذي الحجة 1444هـ (يوم الرؤية)، الموافق 17 يوليو 2023م، مشيرًا إلى ضرورة إضافة ساعة عند العمل بالتوقيت الصيفي، مضيفًا أن الهلال الجديد لن يكون قد ولد عند غروب شمس يوم الرؤية في مدينة القاهرة، وكذلك في معظم العواصم والمدن العربية والإسلامية، موضحًا أنه وفق حسابات معمل أبحاث الشمس بالمعهد، فإن يوم الثلاثاء 18 يوليو 2023 هو المتمم لشهر ذي الحجة 1444 هجري، وتكون غرة شهر المحرم 1445 هجري فلكيا، يوم الأربعاء 19 يوليو 2023م.
فضل شهر الله المحرم
من نعم الله على عباده، أن يوالي بين مواسم الخير، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضلة، فلما انقضى موسم الحج الأعظم، تبعه شهر الله المحرم، ففيه يوم عاشوراء الذي قيل أن الله قبل فيه توبة آدم عليه السلام، و فيه نُجى خليل الله إبراهيم عليه السلام من نار النمرود، وفيه ولد موسى و إبراهيم عليهما السلام، و فيه برأ نبي الله أيوب عليه السلام من مرضه، ونجى الله فيه نبيه يوسف من البئر، ورد الله فيه البصر إلى يعقوب، عليه السلام، كما غرق فيه فرعون وأصحابه، ونجى موسى وأصحابه، ولصوم يوم عاشوراء فضل كبير، وأجر عظيم، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم عن فضل صوم يوم عاشوراء: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله»، كما قال، عليه الصلاة والسلام: «لأن بقيت أو لأن عشت إلى قابل لأصومن التاسع»، والحكمة من صيام اليوم التاسع ، مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر.
